الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء «المجموعة الثانية» ***
السؤال الأول من الفتوى رقم (5003): س1: ما حكم الإسلام فيمن يكفر المسلم؟ فقد ظهر في مصر جماعة تكفر المسلم بموجب أن يكون قد ارتكب شيئا من المعاصي خلاف الشرك بالله، فهل فعل المعاصي وارتكاب الكبيرة يوجب تكفير صاحبها مع أنه يقر بالشهادتين؟ ج1: تختلف كبائر الذنوب في فحشها وعظم جرمها: فمنها ما هو شرك، ومنها ما ليس بشرك، ومذهب أهل السنة والجماعة: أنهم لا يكفرون مسلما بما كان منها دون الشرك: مثل قتل النفس وشرب الخمر والزنا والسرقة وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات المؤمنات وأكل الربا ونحو ذلك من الكبائر، ولكن يقيم ولي الأمر عليه عقوبة ما ارتكبه من الذنوب من قصاص أو حد أو تعزير، وعليه التوبة والاستغفار، أما ما كان من الكبائر مثل الاستغاثة بغير الله كدعاء الأموات لتفريج الكربات والنذر للأموات والذبح لهم فهذه الكبائر وأمثالها كفر أكبر يجب البيان لمن ارتكبها وإقامة الحجة عليه، فإن تاب بعد البيان قبلت توبته وإلا قتله ولي أمر المسلمين لردته. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال السادس من الفتوى رقم (7233): س6: نفي الإيمان عن المسلم. ج6: لا يجوز، بل هو حرام؛ لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البخاري [فتح الباري] برقم (6104)، ومسلم برقم (60)، والترمذي برقم (2639). إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه متفق عليه وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: البخاري [فتح الباري] برقم (6104)، ومسلم برقم (60)، والترمذي برقم (2639). من دعا رجلا بالكفر، أو قال: يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه متفق عليه حار: رجع. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
فتوى رقم (9232): س: رجل مسلم قال لأخيه: أنت كافر، مع أن المسبوب يقيم الصلوات الخمس ويصوم، فما الحكم وجزاكم الله خيرا؟ وما علاج كثرة النسيان؟ ج: لا يجوز للمسلم نسبة أخيه للكفر إذا لم يصدر منه ذلك، ويجب عليه التوبة إلى الله والاستغفار واستسماح أخيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن ذلك في الأحاديث الصحيحة. أما علاج النسيان وبطء الحفظ: فهو تقوى الله عز وجل، ومداومة المذاكرة، وتكرار ما أردت حفظه، وسؤال الله الإعانة على ذلك. ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد في تحقيق ما أردت. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الخامس من الفتوى رقم (4446): س5: هل يمكن للرجل أن يقول لصاحبه: أنت كافر قبل أن يعلمه بعمله؟ ج5: إذا كان صاحبه كافرا فالمشروع: أن يعلمه أن عمله كفر، وينصحه بتركه بالأسلوب الحسن، فإذا لم يترك عمله الذي أوجب كفره أجريت عليه أحكام الكفار وهو متوعد بما توعد الله به من مات على كفره من الكفار بالخلود في النار، والواجب: التثبت في هذه الأمور، وعدم التعجل بالتكفير حتى يتضح الدليل. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (6109): س2: هل من حق العلماء أن يقولوا على شخص ما: إنه كافر ويتهموه بالكفر؟ ج2: تكفير غير المعين مشروع بأن يقال: من استغاث بغير الله فيما دفعه من اختصاص الله كافر، كمن استغاث بنبي من الأنبياء أو ولي من الأولياء أن يشفيه أو يشفي ولده مثلا. وتكفير المعين إذا أنكر معلوما من الدين بالضرورة؛ كالصلاة، أو الزكاة، أو الصوم بعد البلاغ واجب، وينصح، فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله كفرا، ولو لم يشرع تكفير المعين عندما يوجد منه ما يوجب كفره ما أقيم حد على مرتد عن الإسلام. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (5226): س2: متى يجوز التكفير ومتى لا يجوز؟ وما نوع التكفير المذكور في قوله تعالى: سورة المائدة الآية 44 {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}؟ ج2: أما قولك: متى يجوز التكفير ومتى لا يجوز فنرى أن تبين لنا الأمور التي أشكلت عليك حتى نبين لك الحكم فيها. أما نوع التكفير في قوله تعالى: سورة المائدة الآية 44 {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} فهو كفر أكبر، قال القرطبي في تفسيره: قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد رحمه الله: (ومن لم يحكم بما أنزل الله ردا للقرآن وجحدا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فهو كافر) انتهى. وأما من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعتقد أنه عاص لله لكن حمله على الحكم بغير ما أنزل الله ما يدفع إليه من الرشوة أو غير هذا أو عداوته للمحكوم عليه أو قرابته أو صداقته للمحكوم له ونحو ذلك- فهذا لا يكون كفره أكبر، بل يكون عاصيا لله، وقد وقع في كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسق دون فسق. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (6201): س2: نريد معرفة حكم من لم يكفر الكافر. ج2: من ثبت كفره وجب اعتقاد كفره والحكم عليه به وإقامة ولي الأمر حد الردة عليه إن لم يتب، ومن لم يكفر من ثبت كفره فهو كافر، إلا أن تكون له شبهة في ذلك، فلا بد من كشفها. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (4252): س2: هل يجوز للمسلم أن يقول على اليهودي أو المسيحي كافر؟ ج2: يجوز للمسلم أن يقول لليهودي أو المسيحي أنه كافرة؛ لأن الله وصفهم في القرآن بهذا الوصف، وهذا معلوم لمن تدبر القرآن، ومن ذلك قوله تعالى سورة البينة الآية 6 {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (4319): س2: هل يجوز أن تدعو النصراني كافرا؟ ج2: نعم، يجوز أن نسمي اليهودي والنصراني ونصفهما ونحكم عليهما بالكفر؛ لتسمية الله إياهما بذلك وحكمه عليهما به، قال الله تعالى: سورة البينة الآية 1 {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} وأهل الكتاب: هم اليهود والنصارى، وقال: سورة المائدة الآية 17 {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} الآية، وقال: سورة المائدة الآية 73 {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} الآية … إلى غير ذلك من النصوص القرآنية والنبوية التي فيها الحكم بكفرهم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الخامس من الفتوى رقم (6397): س5: أسلمت حديثا إحدى الشابات البوذيات المثقفات بعد دراسة عميقة للإسلام استمرت سبع سنوات، وهي الآن نشطة في الدعوة للإسلام ولقد أسلم على يديها بعض الأفراد من رجال ونساء، وفي إحدى جولاتها مع بعض الذين اهتدوا للتعريف بالإسلام والدعوة إليه في إحدى المناطق النائية وجه إليها أحد البوذيين هذا السؤال: كيف تحكمون بدخول النار لغير المسلم بينما نحن في هذه المنطقة لم عن نسمع عن الإسلام إلا الآن فهل آباؤنا في النار، وما ذنبهم طالما أنكم معشر المسلمين لم تبلغوا دين الحق إلينا؟ ولقد اتصلت بنا هذه الأخت المهتدية وتريد منا جوابا شافيا على سؤال الرجل الذي دخل في الإسلام بعد هذا اللقاء. ج5: المسلمون لا يحكمون على غيرهم بأنهم في النار إلا بشرط وهو: أن يكونوا قد بلغهم القرآن أو بيان معناه من دعاة الإسلام بلغة المدعوين؛ لقول الله عز وجل: سورة الأنعام الآية 19 {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} وقوله سبحانه: سورة الإسراء الآية 15 {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} فمن بلغتهم الدعوة الإسلامية من غير المسلمين وأصر على كفره فهو من أهل النار لما تقدم من الآيتين، ولقول النبي صلى لله عليه وسلم: أحمد (2/ 317، 350) و(4/ 396، 398)، ومسلم برقم (153)، وابن مردويه وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني، كما في [الدر المنثور] (2/ 325)، والحاكم (2/ 342). والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار خرجه مسلم في صحيحه والأدلة في هذا المعنى من الآيات والأحاديث كثيرة. أما الذين لم تبلغهم الدعوة على وجه تقوم به الحجة عليهم فأمرهم إلى الله عز وجل، والأصح من أقوال أهل العلم في ذلك: أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أطاع الأوامر دخل الجنة ومن عصى دخل النار، وقد أوضح هذا المعنى الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره؛ لقول الله عز وجل: سورة الإسراء الآية 15 {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} والعلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه [طريق الهجرتين] في آخره تحت عنوان (طبقات المكلفين) فنرى لك مراجعة الكتابين لمزيد الفائدة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
فتوى رقم (11043): س: عندنا تفشي ظاهرة عبادة القبور وفي نفس الوقت وجود من يدافع عن هؤلاء ويقول: إنهم مسلمون معذورون بجهلهم فلا مانع من أن يتزوجوا من فتياتنا وأن نصلي خلفهم وأن لهم كافة حقوق المسلم على المسلم ولا يكتفون، بل يسمون من يقول بكفر هؤلاء: إنه صاحب بدعة يعامل معاملة المبتدعين، بل ويدعوا أن سماحتكم تعذرون عباد القبور بجهلهم حيث أقررتم مذكرة لشخص يدعى الغباشي يعذر فيها عباد القبور، لذلك أرجو من سماحتكم إرسال بحث شاف كاف تبين فيه الأمور التي فيها العذر بالجهل من الأمور التي لا عذر فيها، كذلك بيان المراجع التي يمكن الرجوع إليها في ذلك، ولكم منا جزيل الشكر. ج: يختلف الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل في المسائل الدينية أو لا يعذر باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحا وخفاء وتفاوت مدارك الناس قوة وضعفا. فمن استغاث بأصحاب القبور دفعا للضر أو كشفا للكرب بين له أن ذلك شرك، وأقيمت عليه الحجة؛ أداء لواجب البلاغ، فإن أصر بعد البيان فهو مشرك يعامل في الدنيا معاملة الكافرين واستحق العذاب الأليم في الآخرة إذا مات على ذلك، قال الله تعالى: سورة النساء الآية 165 {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} وقال تعالى: سورة الإسراء الآية 15 {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وقوله تعالى: سورة الأنعام الآية 19 {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحمد (2/ 317، 350) و(4/ 396، 398)، ومسلم برقم (153)، وابن مردويه وسعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني، كما في [الدر المنثور] (3/ 325)، والحاكم (2/ 342). والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار رواه مسلم إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على وجوب البيان وإقامة الحجة قبل المؤاخذة، ومن عاش في بلاد يسمع فيها الدعوة إلى الإسلام وغيره ثم لا يؤمن ولا يطلب الحق من أهله فهو في حكم من بلغته الدعوة الإسلامية وأصر على الكفر، ويشهد لذلك عموم حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم، كما يشهد له ما قصه الله تعالى من نبأ قوم موسى إذ أضلهم السامري فعبدوا العجل وقد استخلف فيهم أخاه هارون عند ذهابه لمناجاة الله، فلما أنكر عليهم عبادة العجل قالوا: لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، فاستجابوا لداعي الشرك، وأبوا أن يستجيبوا لداعي التوحيد، فلم يعذرهم الله في استجابتهم لدعوة الشرك والتلبيس عليهم فيها لوجود الدعوة للتوحيد إلى جانبها مع قرب العهد بدعوة موسى إلى التوحيد. ويشهد لذلك أيضا ما قصه الله من نبأ نقاش الشيطان لأهل النار وتخليه عنهم وبراءته منهم، قال الله تعالى: سورة إبراهيم الآية 22 {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم} فلم يعذروا بتصديقهم وعد الشيطان مع مزيد تلبيسه وتزيينه الشرك وإتباعهم لما سول لهم من الشرك لوقوعه إلى جانب وعد الله الحق بالثواب الجزيل لمن صدق وعده فاستجاب لتشريعه واتبع صراطه السوي. ومن نظر في البلاد التي انتشر فيها الإسلام وجد من يعيش فيها يتجاذبه فريقان فريق يدعو إلى البدع على اختلاف أنواعها شركية وغير شركية، ويلبس على الناس ويزين لهم بدعته بما استطاع من أحاديث لا تصح وقصص عجيبة غريبة يوردها بأسلوب شيق جذاب، وفريق يدعو إلى الحق والهدى، ويقيم على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة، ويبين بطلان ما دعا إليه الفريق الآخر وما فيه من زيف، فكان في بلاغ هذا الفريق وبيانه الكفاية في إقامة الحجة وإن قل عددهم، فإن العبرة ببيان الحق بدليله لا بكثرة العدد فمن كان عاقلا وعاش في مثل هذه البلاد واستطاع أن يعرف الحق من أهله إذا جد في طلبه وسلم من الهوى والعصبية، ولم يغتر بغنى الأغنياء ولا بسيادة الزعماء ولا بوجاهة الوجهاء ولا اختل ميزان تفكيره، وألغى عقله، وكان من الذين قال الله فيهم: سورة الأحزاب الآية 64 {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا} سورة الأحزاب الآية 65 {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} سورة الأحزاب الآية 66 {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ} سورة الأحزاب الآية 67 {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ} سورة الأحزاب الآية 68 {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا}. أما من عاش في بلاد غير إسلامية ولم يسمع عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن القرآن والإسلام فهذا- على تقدير وجوده- حكمه حكم أهل الفترة يجب على علماء المسلمين أن يبلغوه شريعة الإسلام أصولا وفروعا إقامة للحجة وإعذارا إليه، ويوم القيامة يعامل معاملة من لم يكلف في الدنيا لجنونه أو بلهه أو صغره وعدم تكليفه، وأما ما يخفى من أحكام الشريعة من جهة الدلالة أو لتقابل الأدلة وتجاذبها فلا يقال لمن خالف فيه: آمن وكفر ولكن يقال: أصاب وأخطأ، فيعذر فيه من أخطأ ويؤجر فيه من أصاب الحق باجتهاده أجرين، وهذا النوع مما يتفاوت فيه الناس باختلاف مداركهم ومعرفتهم باللغة العربية وترجمتها وسعة اطلاعهم على نصوص الشريعة كتابا وسنة ومعرفة صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها ونحو ذلك. وبذا يعلم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة؛ لأن توقفهم عن تكفيرهم له شبهة وهي اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود والنصارى والشيوعيين وأشباههم، فهؤلاء لا شبهة في كفرهم ولا في كفر من لم يكفرهم، والله ولي التوفيق، ونسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يعيذنا وإياهم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، ومن القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي
السؤال الثالث من الفتوى رقم (282): س3: هناك كلمات تقال في المجتمعات الإسلامية في مجال إبراز النهج الذي تسير عليه هذه المجتمعات وفق التعاليم الإسلامية وهي قولهم: (وتمشيا مع العادات والتقاليد الإسلامية نهجنا كذا)، ونظرا لاختلاف بعض العلماء المعاصرين في جوار استعمالها من عدمه، ففئة ترى منع استعمالها؛ لأن الإسلام يختلف ويغاير العادات والتقاليد، وأكثروا الكلام عنها، ومن ضمن كلام بعضهم أن هذه الكلمة مدسوسة من قبل أعداء الإسلام. وفئة ترى ألا بأس باستعمالها؛ لأن ذلك يدل على خضوع المسلم واستسلامه لما يأمره به ربه عز وجل، ولما يأمره به الرسول صلى الله عليه وسلم دون النظر إلى أي أمر آخر، وهذا هو غاية العبادة، وذلك استمدادا من التقليد الذي عرفه العلماء في كتب العلم لهذا الاختلاف، أرجو إيضاح ملابسات هذه الكلمة ثم حكم استعمالها جوازا أو منعا مع الأدلة؟ ج3: إن الإسلام نفسه ليس عادات ولا تقاليد وإنما هو وحي أوحى الله به إلى رسله وأنزل به كتبه فإذا تقلده المسلمون ودأبوا على العمل به صار خلقا لهم وشأنا من شؤونهم، وكل مسلم يعلم أن الإسلام ليس نظما مستقاة من عادات وتقاليد ضرورة إيمانه بالله ورسله وسائر أصول التشريع الإسلامي لكن غلبت عليهم الكلمات الدارجة في الإذاعة والصحف والمجلات وفي وضع النظم واللوائح مثل ما سئل عنه في قوله: (وتمشيا مع العادات والتقاليد) فاستعملوها بحسن نية قاصدين منها الاستسلام للدين الإسلامي وأحكامه وهذا قصد سليم يحمدون عليه، غير أنهم ينبغي لهم أن يتحروا في التعبير عن قصدهم عبارة واضحة الدلالة على ما قصدوا إليه غير موهمة أن الإسلام جملة عادات وتقاليد سرنا عليها أو ورثناها عن أسلافنا المسلمين فيقال مثلا: (وتمشيا مع شريعة الإسلام وأحكامه العادلة) بدلا من هذه الكلمة التي درج الكثير على استعمالها إلى مجال إبراز النهج الذي عليه هذه المجتمعات.. إلخ، ولا يكفي المسلم حسن النية حتى يضم إلى ذلك سلامة العبارة ووضوحها، وعلى ذلك لا ينبغي للمسلم أن يستعمل هذه العبارة وأمثالها من العبارات الموهمة للخطأ باعتبار التشريع الإسلامي عادات وتقاليد، ولا يعفيه حسن نيته من تبعات الألفاظ الموهمة لمثل هذا الخطأ مع إمكانه أن يسلك سبيلا آخر أحفظ للسانه وأبعد عن المآخذ والإيهام. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن منيع
السؤال الثالث من الفتوى رقم (5609): س3: ما حكم تذييل الخطابات والعرائض بكلمة (ودمتم)؟ ج3: يكره ذلك؛ لأن الدوام لله سبحانه والمخلوق لا يدوم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثالث من الفتوى رقم (7887): س3: هل تجوز الجملة: (الموت واحد والأسباب كثيرة)؟ ج3: نعم، يجوز التعبير بذلك ولا حرج فيه إن شاء الله. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الرابع من الفتوى رقم (7717): س4: هل يجوز أن أقول للضابط في الشرطة أو القوات المسلحة: حاضر يا سيدي؟ ج4: يجوز أن تقول له: حاضر، ولا يجوز أن تقول له: يا سيدي؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له بعض الصحابة: أنت سيدنا، قال: أحمد (4/ 24،25) وأبو داود برقم (4806)، وابن السني في [عمل اليوم والليلة] برقم (387)، والبخاري في [الأدب] برقم (211)، والبيهقي في [الأسماء والصفات] (22)، والنسائي في [عمل اليوم والليلة] برقم (245، 246، 247). السيد الله تبارك وتعالى رواه أبو داود بإسناد صحيح. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (9234): س2: أنا مدرس في مدرسة ثانوية ليلى، ومما قرأته في [كتاب التوحيد] عبارة ترددت فيها واستنكرتها، فأرجو إفادتي عن مدى صحتها ومناسبتها لمقام رب العالمين: فقد ورد في [كتاب التوحيد] الذي ألفه محمد قطب في الصف الثاني الثانوي صفحة 23 في السطر 17 العبارة: (فإذا جاء الرسول من عند الله يقول: يا قوم، اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. وهو ما قاله كل رسول لقومه فهو في الحقيقة ينادي برد السلطان المغتصب إلى الله صاحب الحق وحده في التشريع للناس وفي تقرير الحلال والحرام والمباح وغير المباح)، وفي كتاب الصف الثالث لنفس المؤلف صفحة 82 في آخرها ثلاثة أسطر ذكر أن معنى لا إله إلا الله: رد السلطة المغتصبة التي يستعبد بها الناس إلى صاحبها الحقيقي إلى الله سبحانه وتعالى رب الجميع. وقد أمسكت عنها فلم أصفها بجواز أو عدمه فأرجو إفادتي. ج2: لا نعلم بأسا فيما ذكرته من حيث المعنى، ولكن الأسلوب فيه سوء أدب مع الله؛ لأنه سبحانه لا يستطيع أحد أن يقهره على أخذ حقه، بل هو القاهر فوق عباده، ولكن المشرك والحاكم بغير ما أنزل الله قد اعتديا على حق الله وحكمه وخالفا شرعه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
فتوى رقم (8217): س: سمعت بعض الكلمات التي يرددها بعض الناس، فأريد أن اعرف ما هو موقف الإسلام من هذه الكلمات؟ على سبيل المثال: عندما يتوفى شخص معين يقول بعض الناس: (المرحوم فلان)، وإذا كان ذا منصب كبير قالوا: (المغفور له فلان) فهل هم اطلعوا على اللوح المحفوظ وعرفوا أن فلانا مغفور له وفلانا مرحوم؟ لذا كان من الواجب علي التساؤل حول هذه النقطة، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: سورة آل عمران الآية 187 {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} أفتوني. ج: ثبوت مغفرة الله لشخص أو رحمته سبحانه إياه بعد موته من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله تعالى ثم من أعلمه الله بذلك من ملائكته ورسله وأنبيائه، فإخبار شخص غير هؤلاء عن ميت بأن الله قد غفر له أو رحمه لا يجوز إلا من ورد فيه نص عن المعصوم صلى الله عليه وسلم وبدون ذلك يكون رجما بالغيب، وقد قال الله تعالى: سورة النمل الآية 65 {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} وقال: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} ولكن يرجى للمسلم المغفرة والرحمة ودخول الجنة فضلا من الله ورحمة، ويدعى له بالمغفرة والرحمة بدلا من الإخبار عنه بأنه مرحوم مغفور له، قال الله تعالى: سورة النساء الآية 48 {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وفي [ صحيح البخاري ] عن خارجة بن زيد بن ثابت صحيح البخاري الجنائز (1186)، مسند أحمد بن حنبل (6/436). أن أم العلاء- امرأة من الأنصار قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم- أخبرته أنه اقتسم المهاجرون قرعة فطار لنا عثمان بن مظعون فأنزلناه في بيوتنا فوجع وجعه الذي توفي فيه فلما توفي وغسل وكفن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يدريك أن الله أكرمه؟، فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي، قالت: فوالله لا أزكي أحدا بعد أبدا، وقوله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري الجنائز (1186)، مسند أحمد بن حنبل (6/436). والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي هذا كان قبل أن ينزل الله قوله تعالى: سورة الفتح الآية 1 {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} سورة الفتح الآية 2 {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} الآية، وقبل أن يعلمه سبحانه أنه من أهل الجنة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى (8886): س1: لدينا شركة لتعبئة المياه كتبت عبارة على لوحات كبيرة وضعتها على الطرقات العامة للدعاية، وهذه العبارة هي (لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة) وبجانبها منظر لتدفق الماء من مكان ما، ولقد ذكرتهم أن هذه العبارة لا تصح شرعا حيث إن الذي وهبنا الماء هو الله تبارك وتعالى وحده وليست الطبيعة كما يقول الشيوعيون قاتلهم الله أو ما هي الطبيعة التي تدعون أنها لها إرادة وهي التي تهب الماء وغيره ولكنهم ردوا على أن هذه العبارة على طريق المجاز كقول أحدهم: (بنى الأمير البلدة) فما حكم الشرع في هذه العبارة؟ أرجو تبيين ذلك مشكورين، حيث إن الناس يقرؤونها ليلا ونهارا، وربما اعتقد بعضهم بصحتها، وهذا خطر على عقيدتهم أسأل الله عز وجل أن يرد المسلمين إلى دينهم، وأن يعتقدوا العقيدة الصحيحة التي لا لبس فيها ولا شك. ج1: لا يجوز أن يقال ولا أن يكتب: (لا زال في عالمنا بعض هبات الطبيعة) ولو ادعى في ذلك أنه مجاز؛ لأن فيه تلبيسا على الناس، وإيناسا للقلوب بما عليه أهل الإلحاد، إذ لا يزال كثير من الكفرة ينكر الرب، ويسند إحداث الخير والشر إلى غير الله حقيقة، فينبغي للمسلم أن يصون لسانه وقلمه عن مثل هذه العبارات؛ صيانة لنفسه عن مشاركة أهل الإلحاد في شعارهم ومظاهرهم، وبعدا عما يلهجون به في حديثهم حتى يكون طاهرا من شوائب الشرك في سيرته الظاهرة وعقيدته الباطنة، ويجب عليه قبول النصيحة وألا يتمحل أي: يحتال. لتصحيح خطئه، وينتحل الأعذار لتبرير موقفه، فالحق أحق أن يتبع، وقد قال الأول: إياك وما يعتذر منه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم (10751): س1: ما حكم الشرع في نظركم في هذه الألفاظ: (يعلم الله) (لا سمح الله) (لا قدر الله) (إرادة الله) (الله ورسوله أعلم)؟. ج1: قوله: (يعلم الله) لا بأس بذلك إذا كان صادقا، وقوله: (لا سمح الله، لا قدر الله) لا بأس به إذا كان المراد بذلك طلب العافية مما يضره، وقوله: (إرادة الله) إذا أراد بذلك أن ما أصابه من مرض وفقر ونحو ذلك هو من قدر الله وإرادته الكونية فلا بأس، وقوله: (الله ورسوله أعلم) يجوز في حياة الرسول صلى الله وعليه وسلم، أما بعد وفاته فيقول: الله أعلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يعلم ما يحدث بعد وفاته. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان
السؤال الثالث من الفتوى رقم (4971): س3: العين والفم أيهما أشد ذنبا من الآخر؟ ج3: قد يكون ما يفعله الإنسان بفمه أشد نكرا وإثما مما يفعله بعينه، فقد يصدر منه الشرك الذي هو أكبر ذنبا عصي الله به، والقول على الله بغير علم وغير ذلك من كبائر اللسان المعروفة، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أحمد (2/ 291، 392، 442)، وابن ماجه برقم (4300). أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان: الفرج والفم وبذلك يعلم أن الفم أخطر من العين. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول والسادس من الفتوى رقم (189): س1: هل النبي صلى الله عليه وسلم حاضر وناظر (أي: يعلم الغيب فالحاضر عنده والغائب سواء)؟ ج1: الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها، قال الله تعالى: سورة الأنعام الآية 59 {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} وقال تعالى: سورة النمل الآية 65 {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} ولكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب، قال الله تعالى: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} وقال تعالى: سورة الأحقاف الآية 9 {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِين} وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاء أنها قالت: صحيح البخاري التعبير (6615)، مسند أحمد بن حنبل (6/436). لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك لقد أكرمك الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟، فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: أما فهو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي، وقلت: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا رواه أحمد وأخرجه البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه، وفي رواية له: صحيح البخاري الشهادات (2541)، مسند أحمد بن حنبل (6/436). ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به، وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة، وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عند البخاري ومسلم: أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة، فقال: صحيح البخاري تفسير القرآن (4499)، صحيح مسلم الإيمان (10)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991)، سنن ابن ماجه المقدمة (64)، مسند أحمد بن حنبل (2/426). ما المسؤول عنها بأعلم من السائل!، ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها، فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات وأخبر به عند الحاجة. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن منيع
س6: أقسام الغيب، وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، وهل كان علمه له كليا أو جزئيا؟ ج6: من الغيب ما استأثر الله بعلمه فلم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا كتحديد الوقت الذي يقوم فيه الخلق لله رب العالمين للحساب، فإنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، قال تعالى: سورة الأعراف الآية 187 {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} وقال تعالى: سورة الأحزاب الآية 63 {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} وقال تعالى: سورة النازعات الآية 42 {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} سورة النازعات الآية 43 {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} سورة النازعات الآية 44 {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} سورة النازعات الآية 45 {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما الحديث الطويل المشهور صحيح البخاري الإيمان (50)، صحيح مسلم الإيمان (10)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991)، سنن ابن ماجه المقدمة (64)، مسند أحمد بن حنبل (2/426). أن جبريل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل!. ثم أخبره بأماراتها. ومن الغيب ما أعلمه الله بعض عباده كالأمور المستقبلة التي أخبر بها النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت معجزة له وآية من آيات الله خص الله بها رسوله، وهي داخلة في قوله تعالى: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} وفي قوله: سورة آل عمران الآية 179 {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ}. وبهذا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب علما كليا، وإنما كان يعلمه علما جزئيا في حدود ما أطلعه الله عليه، شأنه في ذلك شأن إخوانه النبيين، والمقصود الإيضاح بالمثال لا للاستقصاء انظر في هذا الموضوع (الكهانة والغلو في الرسول صلى الله عليه سلم).. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن منيع
السؤال الأول من الفتوى رقم (1552): س1: في عدد (مجلة العربي) (205) (ص45) التاريخ ديسمبر (1975م) في سؤال وجواب أثبت أن الرجل هو الذي يحدد نوع الجنين، فما موقف الدين من هذا؟ وهل يعلم الغيب أحد غير الله؟ ج1: أولا: إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يصور الحمل في الأرحام كيف يشاء فيجعله ذكرا أو أنثى كاملا أو ناقصا، إلى غير ذلك من أحوال الجنين، وليس ذلك إلى أحد سوى الله سبحانه؛ قال تعالى: سورة آل عمران الآية 6 {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. وقال تعالى: سورة الشورى الآية 49 {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} سورة الشورى الآية 50 {أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِير} فأخبر سبحانه أنه وحده الذي له ملك السموات والأرض، وأنه الذي يخلق ما يشاء فيصور الحمل في الأرحام كيف يشاء من ذكورة أو أنوثة، وعلى أي حال شاء من نقصان أو تمام ومن حسن وجمال أو قبح ودمامة، إلى غير ذلك من أحوال الجنين، ليس ذلك إلى غيره ولا إلى شريك معه، ودعوى أن زوجا أو دكتورا أو فيلسوفا يقوى على أن يحدد نوع الجنين دعوى كاذبة، وليس إلى الزوج ومن في حكمه أكثر من أن يتحرى بجماعه زمن الإخصاب رجاء الحمل، وقد يتم له ما أراد بتقدير الله وقد يتخلف ما أراد، إما لنقص في السبب أو لوجود مانع من صديد أو عقم أو ابتلاء من الله لعبده، وذلك أن الأسباب لا تؤثر بنفسها وإنما تؤثر بتقدير الله أن يرتب عليها مسبباتها، والتلقيح أمر كوني ليس إلى المكلف منه أكثر من فعله بإذن الله، وأما تصريفه وتكييفه وتسخيره وتدبيره بترتيب المسببات عليه فهو إلى الله وحده لا شريك له، ومن تدبر أحوال الناس وأقوالهم وأعمالهم تبين منهم المبالغة في الدعاوى والكذب والافتراء في الأقوال والأفعال جهلا منهم وغلوا في اعتبار العلوم الحديثة وتجاوزا للحد في الاعتداد بالأسباب، ومن قدر الأمور قدرها ميز بين ما هو من اختصاص الله منها وما جعله الله إلى المخلوق بتقدير منه لذلك سبحانه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الخامس من الفتوى رقم (4910): س5: يقول الله تعالى في كتابه العزيز: سورة لقمان الآية 34 {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} من ضمن الآية الكريمة أن الله يقول: سورة لقمان الآية 34 {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} لقد صار بيني وبين أحد الأصدقاء نقاش كبير حول هذه الآية، فلقد قال لي: إن العلم الحديث والأطباء قد توصلوا لمعرفة ما في رحم المرأة هل هو ذكر أم أنثى بواسطة الأشعة، وقلت له: الله سبحانه يقول: سورة لقمان الآية 34 {وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} هل معنى الآية: أن العلم لم يكتشف ما في الأرحام أم إن الآية تفسيرها غير ذلك؟ ج5: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، وأنها المذكورة في الآية المسؤول عنها، من ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري تفسير القرآن (4499)، صحيح مسلم الإيمان (10)، سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991)، سنن ابن ماجه الفتن (4044)، مسند أحمد بن حنبل (2/426). مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله: سورة لقمان الآية 34 {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} وفي رواية له عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري التوحيد (6944)، مسند أحمد بن حنبل (2/24). مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ: سورة لقمان الآية 34 {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} رواه الإمام أحمد عنه وعن ابن مسعود بمعناه، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلت عليه الآية، ومعنى الآية: أن الله تعالى استأثر بعلم الساعة فلا يجليها لوقتها إلا هو، فلا يعلمها لميقاتها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وقد أعلمهم الله بأماراتها، ولا يعلم متى ينزل الغيث ولا في أي مكان ينزل إلا الله، وقد يعرف ذلك أهل الخبرة عند وجود الأمارات وانعقاد الأسباب علما تقريبيا إجماليا يشوبه شيء من التخمين وقد يتخلف، واختص سبحانه أيضا بعلم ما في الأرحام تفصيلا من جهة تخلقه وعدم تخلقه ونموه وبقائه لتمام مدته وسقوطه قبلها حيا أو ميتا وسلامته وما قد يطرأ عليه من آفات دون أن يكسب علمه بذلك من غيره أو يتوقف على أسباب أو تجارب، بل يعلم ما سيكون عليه قبل أن يكون وقبل أن تكون الأسباب فإن لمقدر الأسباب وموجدها علما لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع وهو الله سبحانه، وقد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما في الأرحام من ذكورة أو أنوثة أو سلامة أو إصابته بآفة أو قرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قبل التمام لكن ذلك بتوفيق من الله إلى أسباب ذلك من كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب ذلك بعد ما يأمر الله الملك بتصوير الجنين، ولا يكون شاملا لكل أحوال ما في الرحم، بل إجمالا في بعضه مع احتمال الخطأ أحيانا، ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا من شؤون دينها ودنياها، فهذا أيضا مما استأثر الله بعلمه تفصيلا، وقد يتوقع الناس كسبا أو خسارة على وجه الإجمال مما يبعث أملا وإقداما على السعي أو خوفا وإحجاما بناء على أمارات وظروف محيطة بهم فكل هذا لا يسمى علما، وكذا لا تدري نفس بأي أرض تموت في بر أو بحر في بلدها أو بلد آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده فإنه سبحانه له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها وغيبها ظاهرها وباطنها. وجملة القول: إن علم الله من نفسه غير مكتسب من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب، وأنه يعلم ما كان وما سيكون، وأنه لا يشوب علمه غموض ولا يتخلف، وأنه عام شامل لجميع الكائنات تفصيلا جليلها ودقيقها بخلاف غيره سبحانه، والله المستعان. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (5113): س2: إذا قلنا لإخواننا هنا: إن علم الغيب خاص بالله تعالى فلا يعلم الغيب رسول ولا ملك قالوا لنا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب وهذا القرآن الذي جاء به هو غيب و.. و.. و.. ويستدلون أيضا بقوله تعالى: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} والرسول ممن ارتضاه الله يعلم الغيب. فما رد فضيلتكم في هذا، وهل يجوز القول بأن الرسول يعلم الغيب استنادا إلى هذه الآية. الرجاء من معاليكم الرد على هذا السؤال؟ ج2: علم الغيب خاص بالله تعالى؛ لقوله تعالى: سورة النمل الآية 65 {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} وقوله: سورة الأعراف الآية 188 {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}. لكنه سبحانه يطلع من يشاء من عباده كالملائكة والأنبياء والمرسلين على ما شاء من غيبه؛ لقوله تعالى: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} ومن ذلك ما أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الوحي ومنه القرآن، وكذلك شأن الله مع أنبيائه ورسله السابقين غير أن علمهم ذلك ليس لهم من أنفسهم، بل بإعلام الله إياهم، ثم إن هذه النصوص لا تدل على أن الله تعالى علمهم كل غيب، وإنما تدل على أنه علمهم ما شاء منه. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثالث من الفتوى رقم (7443): س3: لماذا اختلف الأئمة الأربعة في بعض الأمور الشرعية؟ هل الرسول يعرف بأن هؤلاء سيأتون بعده؟ ج3: لا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف أو لا يعرف أن الأئمة الأربعة رحمهم الله سيأتون بعده؛ لأنه لا يعلم الغيب وإنما يعلم ما علمه الله. أما أسباب اختلاف العلماء فكثيرة، منها: أن كل واحد منهم لا يحيط بالعلم كله فقد يخفى عليه ما علم غيره، وقد يفهم من النصوص ما لا يفهمه غيره عندما يختفي عليه الدليل الواضح، وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه [رفع الملام] فراجعه تجد المطلوب واضحا إن شاء الله. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الرابع من الفتوى رقم (3552): س4: ما حكم زيارة المرابطين الذين يزعمون علم الغيب ما حكم الشرع فيهم ومن سكت عنهم ومن زارهم؟ ج4: علم الغيب من اختصاص الله جل وعلا، ومن ادعى علم الغيب من الناس فقد ادعى لنفسه ما هو من اختصاص الله جل وعلا وجعل نفسه شريكا له في ذلك، وقد يظهر الله ما شاء من الغيب لمن ارتضاه من رسله قال تعالى: سورة الأنعام الآية 59 {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ} وقال تعالى: سورة النمل الآية 65 {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} وقال تعالى: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} فقد دلت هذه الآيات على أنه جل وعلا منفرد بالغيب دون خلقه ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم، وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب الحصى وينظر في الكتب ويزجر الطير ويدعي علم الغيب ممن ارتضاه من الرسل فيطلعه على ما يشاء من غيبه، بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه. وبهذا يعلم أن زيارتهم محرمة، وأنهم كفار، ولا يجوز السكوت عنهم ولا عمن زارهم، بل الواجب بيان الحق للكل؛ أداء للأمانة، وبراءة للذمة ونصحا للأمة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم (8071): س1: لدينا امرأة تسمى بـ: الغائبة، فإذا كان سبب تسميتها بهذا الاسم ادعاؤها علم الغيب فما الحكم؟ ج: إدعاء علم الغيب كفر، قال تعالى: سورة النمل الآية 65 {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} وينبغي أن تغير اسمها باسم طيب كفاطمة وعائشة ونحو ذلك حتى يزول عنها تلقيبها بأنها تعلم الغيب، وعليها مع ذلك التوبة إلى الله توبة نصوحا من دعواها علم الغيب أو تعاطيها ما حرم الله عليها من الكهانة والتنجيم وغير ذلك مما ينتحله من يدعون علم الغيب، فإن لم تتب وجب رفعها إلى ولي الأمر بالبلد الذي هي فيه لمعاقبتها بما تستحق وتحذير الناس من عملها وتصديقها. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (7350): س2: سمعنا بعض علمائنا: أن في الحديث خبرا يقول: بعد أربعة عشر قرنا وشيء يكون قيام الساعة، فهل هذا الخبر صحيح؟ علما بأنه مضت أربعة عشر قرنا وما هو الشيء؟ ج2: لا يعلم تحديد وقت خبر قيام الساعة إلا الله سبحانه، وليس في الأحاديث الصحيحة ما يدل على صحة ما ذكره من نسبتم إليه ما ذكر في السؤال. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم (3502): س1: قال الله تعالى: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} فهل الولي من أمة الرسول تابع له في علم الغيب؟ ج1: إن الله سبحانه حكم بأن علم الأمور الغيبية خاص به، فقال: سورة النمل الآية 65 {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ} ولم يستثن من ذلك إلا من ارتضى من رسله فيظهره على ما شاء من الغيب، قال تعالى: سورة الجن الآية 26 {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} سورة الجن الآية 27 {إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا}. فمن ادعى من أمم الأنبياء والمرسلين أنه يعلم الغيب فهو كاذب. ومن زعم أن أحدا من الأولياء والصالحين أتباع الرسل عقيدة وعملا يعلم الغيب فهو مخطئ كاذب؛ لمخالفته ما نزل من آيات القرآن وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الدالة على اختصاص الله تعالى بعلم المغيبات. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الخامس من الفتوى رقم (3534): س5: أؤكد لكم أن التلاميذ يلقون علي أسئلة محرجة ولا أجد جوابا مقنعا، فمن ذلك سؤال يقول: هل الجن يموتون كالإنس ويدفنون؟ وهل يشملهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الترمذي برقم (2335،3550)، وابن ماجه واللفظ له برقم (4236)، والقضاعي في مسنده برقم (252)، والحاكم (2/ 427)، والخطيب (6/ 397)، و(12/ 42). أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين ……….إلخ؟ ج5: الجن يموتون كالإنس؛ لعموم قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 185 {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وأما تقدير أعمارهم فالظاهر أنه يعمهم الحديث المذكور؛ لأنهم من جملة الأمة في عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لعموم قوله: سورة الأحقاف الآية 29 {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ} سورة الأحقاف الآية 30 {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} سورة الأحقاف الآية 31 {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} سورة الأحقاف الآية 32 {وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}. وقوله تعالى: سورة الجن الآية 1 {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} سورة الجن الآية 2 {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} إلخ السورة. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم (41): س1: أفتونا عن الملائكة الموكلين بالإنسان لإحصاء أعماله في مدة الحياة وهم رقيب وعتيد عندما يموت الإنسان، هل يموت الملكان الموكلان به أو أين يكون مصيرهما بعد وفاة الإنسان؟ ج1: أحوال الملائكة وشؤونهم من الغيبيات، ولا تعرف إلا من قبل السمع، ولم يرد نص في موت كتبة الحسنات والسيئات عند موت من تولوا كتابة حسناته وسيئاته، ولا نص ببقاء حياتهم ولا عن مصيرهم، وذلك إلى الله وليس ما سئل عنه مما كلفنا اعتقاده، ولا يتعلق به عمل، فالسؤال عن ذلك دخول فيما لا يعني؛ لذا ننصح السائل أن لا يدخل فيما لا يعنيه، ويبذل جهده في السؤال عما يعود عليه وعلى المسلمين بالنفع في دينهم ودنياهم. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: إبراهيم بن محمد آل الشيخ نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن منيع
السؤال الأولى من الفتوى رقم (2450): س1: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السموات السبع إلى السدرة وإلى آخر ذلك كما ورد في [تفسير الصاوي على الجلالين]، والمراد هل نظر الرسول الكريم في معراجه هذا إلى المولى عز وجل بعينه أم لا؟ ج1: عقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من النصوص الشرعية أن محمدا صلى الله عليه وسلم لما أسري به وعرج به لم ير ربه بعينيه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك: صحيح مسلم الإيمان (178). رأيت نورا، وفي رواية أخرى: صحيح مسلم الإيمان (178)، سنن الترمذي تفسير القرآن (3282)، مسند أحمد بن حنبل (5/175). نور أنى أراه أخرجهما مسلم في صحيحه ولقوله صلى الله عليه وسلم صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (2931). واعلموا أنه لن يرى منكم أحد ربه حتى يموت خرجه مسلم أيضا. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (1619): س2: هل تصح رؤية الله في الدنيا جهرة؟ ج2: هذه المسألة من المسائل المبنية على التوقيف، فلا يصح أن تثبت لأحد إلا بدليل يصح الاستناد إليه، وقد دل القرآن على أن موسى لم ير ربه، فإنه لما طلب الرؤية أجابه بقوله تعالى: سورة الأعراف الآية 143 {لَنْ تَرَانِي} ودلت السنة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره بعينيه، ففي [ صحيح مسلم ] عن مسروق قال: صحيح البخاري بدء الخلق (3062)، صحيح مسلم الإيمان (177)، سنن الترمذي تفسير القرآن (3068)، مسند أحمد بن حنبل (6/50). كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: سورة التكوير الآية 23 {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} سورة النجم الآية 13 {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، فقالت: أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: سورة الأنعام الآية 103 {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: سورة الشورى الآية 51 {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} إلى قوله: سورة الشورى الآية 51 {عَلِيٌّ حَكِيم}، الحديث البخاري [فتح الباري] برقم (4612، 4855، 7380)، ومسلم برقم (177)، والترمذي برقم (3070). وفي [ صحيح مسلم ] عن أبي ذر، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: صحيح مسلم الإيمان (178). رأيت نورا، وفي لفظ قال: مسلم برقم (178)، والترمذي برقم (3278). نور أنى أراه وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم: مسلم برقم (2931)، وأبو داود برقم (4318)، والترمذي برقم (2236). واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد اتفق أئمة المسلمين على أن أحدا من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع أن جماهير الأمة اتفقوا على أنه لم يره بعينه في الدنيا، وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة المسلمين. ولم يثبت عن ابن عباس ولا عن الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا: إن محمدا رأى ربه بعينه، بل الثابت عنهما: إما إطلاق الرؤية، وإما تقييدها بالفؤاد، وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه، وقوله: الإمام أحمد (1/ 368) و(5/ 243)، والترمذي برقم (3232، 3233). أتاني ربي في أحسن صورة. الحديث الذي رواه الترمذي وغيره إنما كان بالمدينة في المنام هكذا جاء مفسرا. وكذلك حديث أم الطفيل وحديث ابن عباس وغيرهما- مما فيه رؤية ربه- إنما كان بالمدينة كما جاء مفسرا في الأحاديث والمعراج كان بمكة، كما قال سبحانه وتعالى: سورة الإسراء الآية 1 {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} وقد ثبت بنص القرآن أن موسى قيل له: سورة الأعراف الآية 143 {لَنْ تَرَانِي} وأن رؤية الله أعظم من إنزال كتاب من السماء، كما قال تعالى: سورة النساء الآية 153 {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} فمن قال: إن أحدا من الناس يراه فقد زعم أنه أعظم من موسى بن عمران، ودعواه أعظم من دعوى من ادعى أن الله أنزل عليه كتابا من السماء، فالصحابة والتابعون وأئمة المسلمين على أن الله يرى في الآخرة بالأبصار عيانا وأن أحدا لا يراه في الدنيا بعينه لكن يرى في المنام، ويحصل للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها، ومن الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن أنه رأى ذلك بعينه وهو غالط، ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته في صورة مثالية [فتاوى ابن تيمية]، (2/ 335).. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الرابع والعشرون من الفتوى رقم (5611): س24: هل رأى محمد ربه تبارك وتعالى ليلة الإسراء؟ ج24: لم ير نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا بعيني رأسه على الصحيح من قولي العلماء في ذلك وإنما رأى جبريل عليه السلام على صورته معترضا الأفق، وهذا هو المراد بقوله تعالى: سورة النجم الآية 5 {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} سورة النجم الآية 6 {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} سورة النجم الآية 7 {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى} سورة النجم الآية 8 {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} سورة النجم الآية 9 {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} سورة النجم الآية 10 {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} سورة النجم الآية 11 {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} سورة النجم الآية 12 {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} سورة النجم الآية 13 {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} سورة النجم الآية 14 {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} سورة النجم الآية 15 {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} سورة النجم الآية 16 {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} سورة النجم الآية 17 {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
فتوى رقم (6506): س: أنا شاب مسلم في بدء الالتزام، وتعرضني تبعات من الشيطان كثيرة كلما استطعت أن أتغلب عليها أتى لي بواحدة أخرى، وبعد ما كنت قد وصلت مرحلة طيبة من الالتزام وكنت أرى بحمد الله وبمنه على أني أحسن قليلا من الذين هم حولي بدأت أرى الناس الذين كنت أراهم أقل مني التزاما أراهم الآن أحسن مني وأسبق مني إلى طاعة الله، وأنظر إلى نفسي فأجد نفسي في انحدار شديد بعيدا عن الالتزام الذي كنت فيه، وإني أقاوم نفسي والشيطان بكل طريقة، ولا أجد من يشعر بما يمزق صدري وقلبي من الداخل أو من أفضي إليه بما يدور في نفسي من أباطيل يضعها الشيطان في صدري، وإن هذا الوسواس لا يتركني لحظة واحدة في كل حركة، وفي كل سكنة؛ في المسجد، وفي الشارع، وفي المنزل، وفي المدرسة، فهل من أحد يقف بجانبي أمام هذا الشيطان، فهل من أحد يسخره الله في مساعدتي؟ ج: ننصحك بترك الوساوس والإعراض عنها والإكثار من تلاوة القرآن والأعمال الصالحة واللجوء إلى الله والتضرع إليه ودعائه سبحانه أن يدفع عنك كيد الشيطان، ويثبتك على الحق، ويسدد خطاك، فإنه سبحانه بيده نواصي العباد جنهم وإنسهم يصرفها كيف يشاء، وإياك والإعجاب بعبادتك والاغترار بحسن سلوكك وكثرة أعمالك الصالحات، ولا تنظر في العبادة وشؤون الآخرة إلى من هو دونك فإن مدرجة للغرور وقلة الأعمال الصالحات والتباطؤ عنها ولعب الشيطان على المسلم وتثبيط همته عن الخير، وانظر إلى من هو فوقك في الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بذلك والحرص عليه، فإنها أدعى إلى الازدياد من الأعمال الصالحات والمسارعة إلى مغفرة الله ورحمته والنهوض إلى الدرجات العلى والنعيم المقيم، عسى الله أن يثبتك على الحق ويهديك سواء السبيل ويزيل عنك الوساوس. وننصحك أيضا بقراءة كتاب [تلبيس إبليس] تأليف أبي الفرج بن الجوزي فإنه عني بالكتابة في الموضوع، ونرجو أن ينفعك الله بقراءته. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني عشر من الفتوى رقم (8691): س12: أنوي أصلي وأصوم وأقرأ القرآن، وأحاول جاهدا أن أنفذ أوامر القرآن والسنة ولكني يدخلني شعور أني ما أفعل إلا ليقال: أنه رجل متدين، وهذا الشعور قد يجعلني أترك أمورا خوفا منه، فكيف أتخلص منه؟ ج: عليك بأداء شعائر الإسلام؛ امتثالا لأمر الله، وطلبا لمثوبته، ولا تلتفت إلى ما ينتابك من الوسوسة بأن عملك هذا رياء وحارب ذلك ما استطعت. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم (7349): س1: أنا شاب في سن التاسعة عشرة ولله الحمد أؤدي الصلوات كلها في المسجد جماعة وحتى صلاة الفجر، وبعض الأحيان أؤذن في المسجد وأحفظ حوالي ستة أجزاء من القرآن، ولكن هناك شيء يضايقني هو أنني عندما أخلو بنفسي أي: أجلس في الغرفة لوحدي- أو عندما أنام أتخيل أو أتصور والعياذ بالله أنني سافرت إلى لندن وأنني ارتكبت الزنا وصحبت بنات السوء، فهل علي إثم في ذلك؟ بالرغم من أنه لا يؤثر علي فأعمل العادة السرية إلا نادرا فإنني أخاف أن ينطبق علي الحديث الذي فيما معناه: أن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر زاده الله بعدا. ج1: أولا: الوسوسة وأحاديث القلب فيما ذكر لا يؤخذ بها المسلم؛ لما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البخاري [فتح الباري] برقم (5269)، ومسلم برقم (127) في النسخة المرقمة. إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به.. ثانيا: الاستمناء باليد المسمى: العادة السرية حرام. ثالثا: الحديث الذي ذكرت ضعيف، لكن معناه مشهور عن جماعة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ونرجو ألا تشغلك الوساوس ما دمت مبتعدا عن المعاصي. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤالان الثاني عشر والثالث عشر من الفتوى رقم (7484): س12: كيف أتخلص من وسواس الشيطان في الصلاة؟ ج12: لا تتبعه فيما يوسوس به لك في صلاتك؛ بل أعرض عنه، واشغل نفسك بتدبر ما تقرأ من القرآن والتفكر في عظمة الله وجلاله في التكبير والتسبيح والتحميد في قيامك وركوعك وسجودك وجلوسك للتشهد وسائر الأقوال والأفعال المشروعة في صلاتك، ولتستعذ بالله منه ثلاث مرات، ولتنفث مع ذلك عن يسارك. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
س13: إذا عملت عمل خير أجد وسواسا بحب السمعة وحب مدح الناس، ولكنني لا ألبث أن أذكر الله بسرعة وأستعيذ بالله من هذا الوسواس ومن الرياء والسمعة فيزول هذا الوسواس بإذن الله، فهل يحاسبني الله على هذا الوسواس الذي هو خارج إرادتي؟ وهل هذا ناتج عن ضعف الإيمان عندي فماذا يجب علي؟ ج13: إذا كان الواقع ما ذكرت من الوسوسة وصدك عنها بسرعة واستعاذتك بالله من شرها وشر الشيطان فنرجو أن يشملك الله بعفوه ورحمته وأن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول ويحفظنا من كيد الشيطان ونزغاته. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
فتوى رقم (7654): س: أرجو من حضرتكم قراءة رسالتي هذه كاملة للتعرف على استفساراتي: متى يرتد الشخص والعياذ بالله؟ قد يبدو سؤالي غريبا ولكنه محيرني أشد الحيرة، في بعض الأحيان قد تنتابني الوساوس في بعض تصرفاتي وأفعالي مصورة هذه الأفعال على أنها أفعال تدل على الردة والعياذ بالله، أحب أن أعلمكم بأن قلبي والحمد لله مطمئن تماما بالإيمان، إنما تساورني الشكوك كما ذكرت في كل عمل أقوم به أو قبل أن أقوم به على سبيل المثال: إذا تحدثت لشخص أو عدة أشخاص تداخلني الشكوك قبل أن أنطق الكلمة بأن هذه الكلمة قد تدل على الكفر والعياذ بالله فأتردد في كلامي وأتلعثم، وأحيانا لا أجد فرصة في مراجعة نفسي في أن أقولها أو لا أقولها، ونظرا للإحرإج، واستمراري في كلامي تخرج الكلمة مني قهرا دون أن أقصد بها الكفر والعياذ بالله، فتداخلني الوساوس هل أكون وقتها كمن ارتد أعوذ بالله من ذلك، ومما يزيد وساوسي أني قد شعرت بالكلمة قبل أن أقولها فهل أكون كمن أجبر على الكفر، حيث إن عيون الأشخاص الذين أتحدث معهم معلقة بي منتظرة مني مواصلة الحديث، ثم أجد أن هذه حجة واهية فتزداد شكوكي ورغم هذا أشعر بأنني لن أترك هذا الدين أبدا مهما عذبت، فكيف بي في تلك اللحظات أثناء الحديث؟! إنه شعور غريب ينتابني ويقض مضجعي، وإذا حاولت أن أتغاضى عن ذلك لا أستطيع حيث تداخلني الشكوك مرة أخرى، هل يجب علي الآن أن أغتسل كمن أراد الدخول في الإسلام فلا تصح صلاتي إلا بذلك، وهل تلغى كل أعمالي الصالحة السابقة كمن ارتد والعياذ بالله؟ فيجب علي مثلا أن أعيد أداء فريضة الحج، ومما يحدث لي أيضا في حالات الضيق أو الغضب أن أجد نفسي تندفع برغبة نحو أفكار معينة- لا أستطيع ذكرها- ثم لا ألبث أن أتمالك أعصابي وأحاول التخلص من هذه الأفكار، فهل يعتبر ذلك كفرا والعياذ بالله. ومما أريد أن أقوله: أني قرأت حديثا شريفا بما معناه: أنه إذا كفر مسلم أخاه قد باء به أحدهما، فهل معنى هذا: أن المسلم لو كفر شخصا آخر فقد كفر، أي أصبح حكمه كحكم المرتد تماما، فكيف إذا شعرت بأن ذلك الشخص مثلا كافر ولم أصرح بذلك؟ وأريد أن أسأل أيضا: هل يعتبر الاعتقاد في بعض الخرافات كرقم النحس (13) أو التشاؤم من رمي الأظافر على الأرض وغيرها من هذه الخرافات هل تعتبر كفرا؟ علما بأن المعتقد بها مسلم تماما ومؤمن بكل ما جاء في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا تاب الشخص ولم يعتقد بها هل يكون كمن دخل الإسلام، أي: يجب عليه الاغتسال ونحوه؟ ثم أريد أن أسأل: هل تعتبر وساوسي وشكوكي في نفسي هذه مهما بلغت ذنبا أؤاخذ عليه أم لا؟ علما بأنني أقضي أحيانا ساعات في التفكير فيها محاولا التخلص منها، ولن أطيل رسالتي أكثر من هذا، وأضع هذا السؤال إجمالا لكل ما سبق وهو: متى يرتد الشخص؟ لا أريد أن أسأل كيف يعرف المرتد، إنما كيف يعرف الإنسان نفسه إذا ارتد والعياذ بالله؟ كما أريد أن أسأل: هل يجب على المرتد إن أراد العودة إلى الإسلام أن يغتسل مثله مثل الكافر إذا أسلم حتى ولو لم يجنب في فترة ارتداده، وسؤال آخر: الحج فريضة تؤدى مرة واحدة في العمر باستثناء حالة الردة والعياذ بالله، هل توجد حالات أخرى يصبح فيها على المسلم فرضا أن يحج مرة ثانية؟ ج: أولا: للإسلام نواقض كثيرة بينها العلماء في باب حكم المرتد، منها: ومن ارتد عن الإسلام ثم عاد إليه لا يحبط ما سبق أن عمله أيام إسلامه من الأعمال الصالحات؛ لقوله تعالى: سورة البقرة الآية 217 {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. فاشترط سبحانه في إحباط الأعمال موت صاحبها على الكفر.. ثانيا: الخواطر النفسية والوساوس الشيطانية لا يؤاخذ بها المسلم ولا يرتد بها عن الإسلام إذا استقرت عقيدة له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري الطلاق (4968)، صحيح مسلم الإيمان (127)، سنن الترمذي الطلاق (1183)، سنن النسائي الطلاق (3433)، سنن أبو داود الطلاق (2209)، سنن ابن ماجه الطلاق (2040)، مسند أحمد بن حنبل (2/491). إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت بها أنفسها متفق على صحته.. ثالثا: ادفع عنك الوساوس والخواطر الخبيثة، واستعذ بالله منها، وقل: آمنت بالله ورسله، وأكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن ومخالطة الأخيار، وعالج نفسك عند دكتور الأمراض النفسية والعصبية، واتق الله ما استطعت، والجأ إليه في كل ما أصابك ليكشف عنك الغمة ويزيل ما بك من الكرب، قال الله تعالى: سورة الطلاق الآية 2 {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} سورة الطلاق الآية 3 {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} نسأل الله لك الشفاء. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الخامس من الفتوى رقم (7811): س5: إذا كان المسلم مصابا بكثرة النسيان فما الدعاء الذي يقوله إذا أصيب بالوسوسة وكثرة الهواجيس وضيق الصدر؟ هل هناك دعاء ورد عنه صلى الله عليه وسلم يقوله من أصيب بهذه الأشياء؟ ج5: يذكر الله تعالى كثيرا ويستعيذ به من الشيطان؛ لما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري بدء الخلق (3102)، صحيح مسلم الإيمان (134)، سنن أبو داود السنة (4722)، مسند أحمد بن حنبل (2/331). يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته، وفي رواية لمسلم فليقل: صحيح مسلم الإيمان (134)، سنن أبو داود السنة (4721)، مسند أحمد بن حنبل (2/331). آمنت بالله، وروى مسلم عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الإمام أحمد (4/ 216)، ومسلم برقم (2203)، وعبد بن حميد في [المنتخب] رقم (380). يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ذاك الشيطان يقال له: خنزب، فإذا وجدته فنعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
فتوى رقم (8440): س: تعرفت على أصدقاء وكانوا نصارى فدعوتهم إلى الإسلام فوافقوا ولكن على شرط أن أجيب على سؤال منهم هو أنهم يعترفون أن الله سبحانه هو خالق السموات والأرض وما بينهما وهو خالق كل شيء ولكنهم يسألون: مما تكون الله وكيف تكون؟ ومن خلقه؟ وعندما سألوني هذه الأسئلة أحرجت جدا وخرجت ولم أعد إليهم ثانية. أرجو إفتائي في هذا الأمر، وما هو الجواب الذي يليق بمقام الله سبحانه وتعالى والذي أستطيع أن أقوله لهم وبدون إحراج؟ وجزاكم الله خيرا. ج: إن هذه الأسئلة من إلقاء الشيطان ووسوسته يوحي بها إلى أتباعه من شياطين الإنس وغيرهم ليضلهم عن الصراط المستقيم. والله تبارك وتعالى هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء وهو واحد لا مثل له ولا شبيه ولا والد ولا ولد، ولم يكن له كفوا أحد، وثبت في صحيح مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجه مسلم في صحيحه (1/ 84) باب الإيمان. لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا: هذا الله خلقنا، فمن خلق الله؟ فقال أبو هريرة- وهو آخذ بيد رجل- : صدق الله ورسوله، قد سألني اثنان، وهذا الثالث وفي رواية: قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مسلم في صحيحه (1/ 84) باب الإيمان. لا يزال الناس يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا: هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فبينما أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا: يا أبا هريرة: هذا الله، فمن خلق الله؟ قال: فأخذ حصى بكفه فرماهم، ثم قال: قوموا قوموا صدق خليلي. وفي الصحيحين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البخاري [فتح الباري] برقم (3276)، ومسلم (1/ 84) رقم 134، والنسائي في [عمل اليوم والليلة] برقم (663). يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا، حتى يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك ليستعذ بالله ولينته وفي رواية أخرى: قال: رواه البخاري [فتح الباري] برقم (7296)، ومسلم (1/ 83) وأبو داود برقم (4721)، واللفظ لهما، والنسائي في [عمل اليوم والليلة] برقم (662). لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله. وأخرج أبو داود الرواية الأخيرة، وله أيضا نحوه وقال: أبو داود برقم (4722)، والنسائي في [عمل اليوم والليلة] برقم (661). فإذا قالوا ذلك، فقولوا: الله أحد. الله الصمد لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد، ثم ليتفل عن يساره ثلاثا وليستعذ من الشيطان. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الأول من الفتوى رقم (8894): س: إنني أعيش في هذه الفترة وأنا لا أعرف كيف أصنع، فإن إخلاص النية لله أمر ليس بالسهل والهين فإن إخلاص النية لله من الفروض الواجبة، ولذلك كان أحد الصحابة يقول: إن الإخلاص عزيز ولذلك فإنه كيف يصنع الإنسان حتى يكون مخلصا لله ماذا يصنع الإنسان حتى تكون دراسة العلم والحصول على أعلى الدرجات والمراكز يكون ذلك من أجل الله، ماذا يصنع الإنسان حتى يقف الإنسان في صلاته مستشعرا عظمة الله سبحانه وتعالى إنني آت في صلاتي وأخرج منها ولا شيء وكأنني لم أكن واقفا بين يدي جبار السموات والأرض، حتى إنني أخشى أن يكون غضبي عندما أرى منكرا حمية فقط وليس خالصا لله، وإنني هنا ليس معنى كلامي أنني أسأل ذلك الأمر سمعة أو رياء فليس معنى أن العمل به رياء أو سمعة إنه خالص لوجه الله، فيمكن أن يكون فعله ليس من أجل شيء ولكني أصنعه قط؛ لأنني أريد أن أفعل ذلك الأمر أن أصوم مثلا أو أقوم بالليل، أرجو من فضيلتكم أن توضح لي الأمر بعد أن تحدث معي في هذا الأمر أخ، وقال لي: إن العمل يمكن أن يفعله الإنسان وهذا الأمر بعيد عن الرياء والسمعة ولا يكون خالصا لوجه الله أن يصلي بالليل، لماذا؟ لأنه يريد أن يفعل ذلك فقط. أرجو من فضيلتكم توضيح ذلك الأمر لي. ج: اجتهد في إسلام وجهك لله، وأخلص قلبك له، واقصد بعملك أن تنال رضاه وأن يثيبك عليه وارج الله والدار الآخرة، ودع عنك الوسوسة وادفع كيد الشيطان فإنه يريد أن يقلق راحتك ويملأك بالشكوك. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: عبد الله بن قعود
السؤال الثاني من الفتوى رقم (9306): س2: دائما أجد نفسي في شك (وسواس) مستمر في صلاتي في صيامي شعور يلازمني باستمرار، وأحيانا يتطرق الشك إلى عدم وجود الله وتفاهة الصلاة وغيرها، فهل الوسواس مرض عضو ي أم نفسي أم تطبع؟ وهل لي ذنب في ذلك، وما موقفي من الله يوم القيامة، وهل أجد في الإسلام علاجا للشك والوسواس؟ ج2: هذه الشكوك والوساوس التي تنتابك من الشيطان، فعليك الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، والاستعاذة بالله من الشيطان، والإكثار من قول: آمنت بالله ورسله، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك من وقع في مثل هذه الوساوس. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان
|